إن خلل الانتصاب؛ وهو عدم القدرة على انتصاب العضو الذكري واستمرار الانتصاب بما يكفي أثناء الجماع؛ قد يكون علامة تحذيرية مبكرة لوجود مشكلات في القلب حالية أو مستقبلية. بالمثل، إذا كنت تعاني من مرض في القلب، فإن الحصول على العلاج الصحيح قد يساعدك على الشفاء من خلل الانتصاب. فافهم العلاقة بينهما وما يمكنك فعله.
في السنوات الماضية، كان يعتقد أن تراكم اللويحات في شرايين الجسم (تصلب الشرايين) هو السبب في أن خلل الانتصاب تسبقه في الغالب الإصابة بمشكلات القلب، وكانت الفكرة أن تراكم اللويحات يقلل من تدفق الدم في القضيب، مما يجعل الانتصاب صعبًا.
أما اليوم فيعتقد الخبراء أن خلل الانتصاب الذي يسبق مشكلات القلب في الأغلب يكون بسبب خلل في البطانة الداخلية للأوعية الدموية والعضلة الملساء. فيسبب خلل البطانة عدم وصول ما يكفي من الدم إلى القلب وضعف تدفق الدم إلى القضيب، ويساعد في الإصابة بتصلب الشرايين.
ما قوة العلاقة بين خلل الانتصاب ومشاكل القلب؟
لا يكون خلل الانتصاب دوماً مؤشراً على وجود مشكلة في القلب. ومع ذلك، تفيد الأبحاث أن الرجال الذين يعانون من خلل الانتصاب دون سبب واضح، مثل التعرض لصدمة، ولا تظهر عليهم أعراض مشكلات القلب، يجب فحصهم جيدًا للكشف عن أمراض القلب قبل بدء أي نوع من العلاج.
عوامل الخطورة
بالإضافة إلى اشتراك خلل الانتصاب ومرض القلب في أن كلاً منهما مرض شائع، فإن الأمراض التالية قد تسهم كذلك في ظهورهما:
- مرض السكري: يواجه الرجال المصابون بداء السكري فرصاً متزايدة للإصابة بخلل الانتصاب ومرض القلب.
- التدخين: يؤدي التدخين إلى زيادة خطورة الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وقد يسبب خلل الانتصاب.
- تناول الكحول: قد يتسبب تناول الكحوليات في الإصابة بمرض القلب، ويمكن أن يساهم في أسباب أخرى لمرض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مستويات الكوليسترول غير العادية. كما أن تناول الكحول يضعف الانتصاب.
- ارتفاع ضغط الدم: مع مرور الوقت، يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف بطانة الشرايين وسرعة الإصابة بأمراض الأوعية الدموية. وقد تؤثر بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم أيضاً، مثل مدرات البول الثيازيدية، على القدرة الجنسية.
- ارتفاع الكوليسترول: قد يؤدي ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول "الضار" إلى تصلب الشرايين.
- العمر: كلما تقدم بك العمر، طالت المدة التي تستغرقها للوصول إلى الانتصاب وقد لا يستمر الانتصاب. كلما كنت أصغر سناً، ازدادت احتمالات أن يكون خلل الانتصاب علامة على خطورة الإصابة بمرض بالقلب. تزداد الخطورة بشكل خاص لدى الرجال الأصغر من 50 سنة. أما في الرجال الذين تجاوزا 70 سنة، فيقل احتمال أن يكون خلل الانتصاب علامة على مرض القلب.
- السمنة: عادة ما يؤدي الوزن الزائد إلى تفاقم عوامل الخطورة الأخرى لمرض القلب.
- انخفاض التستوستيرون: يعاني الرجال المصابون بانخفاض التستوستيرون من ارتفاع معدلات خلل الانتصاب وأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بذوي مستويات التستوستيرون الطبيعية.
علاج الخلل الانتصاب المرتبط بأمراض القلب
إذا كان طبيبك يظن أنك معرّض لخطر الإصابة بمرض بالقلب، فكر في إحداث تغييرات على نمط حياتك. قم بزيادة معدل النشاط البدني وحافظ على وزن صحي لجسمك، وتوقف عن التدخين وشرب الكحوليات تماماً. ومع ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء اختبارات أخرى أو تجربة علاج آخر إذا عانيت من علامات وأعراض مرض بالقلب أكثر شدة.
إذا كنت مصاباً بخلل الانتصاب ومرض بالقلب، يجب التحدث إلى الطبيب حول خيارات العلاج. أما إذا كنت تتناول أدوية معينة لعلاج أمراض القلب، لا سيما النترات، فليس من الآمن استخدام العديد من الأدوية المستخدمة في علاج خلل الانتصاب.
المصدر : webteb
إرسال تعليق