هل تكبير القضيب ممكن علميًا؟

 يُراود سؤال هل تكبير القضيب ممكن علميًا؟ الكثير من الرجال والشباب وحتى مَن هُم في سن المُراهقة. وتُعد مسألة تكبير القضيب من الأمُور المُعقدة وذلك لأسبابٍ كثيرة، على رأسها الحرج الذي يستشعره جميع من يتساءل عن إمكانية تكبير القضيب عند الحديث عن الموضوع، وهو الأمر الذي يدفع الكثيرين منهم للبحث عن إجابة لمثل هذه الأسئلة بِسِرية، مما يجعلهم عُرضةً للمعلومات المغلوطة وغير الدقيقة، فتكون النتيجة انتشار مثل هذه المعلومات الخاطئة حول تكبير القضيب في نهاية المطاف.

يجمع هذا المقال المعلومات الطبية والعلمية حول إمكانية تكبير القضيب، ويُقدم الإجابة الصحيحة على العديد من الأسئلة المُتعلقة بموضوع تكبير القضيب مثل: ما مدى أهمية حجم القضيب في المُمارسة الجنسية؟ هل تكبير القضيب ممكن علميًا؟ ما هو الحجم الطبيعي للقضيب؟



 

القضيب من الناحية التشريحية والوظيفية


قبل الإجابة على سؤال هل تكبير القضيب مُمكن علميًا مِن المُهم الإلمام ولو بِشكل بسيط ببعض المعلومات الطبية حول القضيب والجهاز التناسلي ككل. القضيب هو أحد الأعضاء التي تُشكل بِمُجملها الجهاز التناسلي عند الرجل. بعض هذه الأعضاء داخلية أي أنها تقع داخل الجسم، وبعضها يقع خارج الجسم، يتبع القضيب مجموعة الأعضاء التناسلية الخارجية من أعضاء الجهاز التناسلي عند الرجل، بالرغم من أن هُناك جُزء من القضيب يقع داخل الجسم ويُسمى جَذر القضيب. فيما يلي توضيح لِمُكونات الجهاز التناسلي الذكري:

  • القضيب: من ناحية المكان، يُمكن تقسيم القضيب إلى جزء داخلي ويُسمى جَذر القضيب، وجزء خارجي وهو القضيب نفسه، والذي ينقسم هو الآخر إلى جُزأين وهُما جسم القضيب ورأس القضيب. عند الولادة تكون الرأس مُغطاة بقطعة من الجِلد تُسمى القَلْفَة، وهي الجُزء الذي يتم إزالته في عملية الختان.
    يحتوي القضيب على نوع خاص من الأنسجة يُسمى الأنسجة الانتصابية، والتي تحتوي على الكثير من الفراغات، ويحدث انتصاب القضيب نتيجة لامتلاء هذه الفراغات بالدم. كما أن الجلد الخارجي للقضيب يتميز بالمُرونة العالية كي يتكيف مع الفارق بين حجم القضيب في حالة الارتخاء وحجمه أثناء الانتصاب.
    تتلخص وظائف القضيب في نُقطتين رئيسيتين، أولًا القضيب هو العضو التناسلي وبه تتم عملية الجماع ويمر من خلاله المَنْي الذي يحمل الحيوانات المنوية إلى حيث تتواجد البُويضة لتتم عملية التخصيب. ثانيًا القضيب هو أيضًا القناة التي يمر من خلالها البول من المثانة إلى خارج الجسم.
  • كيس الصفن: وهو الوعاء الجلدي الموجود عند نهاية القضيب والمُتدلي أسفل منه. يحمل هذا الوعاء الخصيتين بالإضافة إلى الأوعية الدموية والنهايات العصبية. الوظيفة الرئيسية لكيس الصفن هي توفير درجة الحرارة المُناسبة للخصيتين كي تتمكن من إنتاج الحيوانات المنوية، حيث تحتاج الخصيتين للعمل في درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم من أجل إنتاج الحيوانات المنوية. ويُمكن لكيس الصفن أن ينقبض أو أن يرتخي بحسب الحاجة، كطريقة للتحكم في درجة حرارة الخصيتين.
  • الخصيتين: الخصية عُضو بيضاوي الشكل، يمتلك الرجل خصيتين موجودتين في كيس الصفن، وذلك ما لم يكن مُصابًا بحالة الخصية المُعلقة. الوظيفة الرئيسية للخصيتين هي إنتاج الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى إنتاج هرمون الذُكُورة التستوستيرون.

أما الأعضاء الداخلية من الجهاز التناسلي عند الرجل فهي:

  • البربخ: أنبوب يقع على الجزء الخلفي من الخصية، يقوم بنقل وتخزين الحيوانات المنوية التي تُنتجها الخصيتين.
  • قناة نقل المني (الأسهر): والتي تعمل على نقل السائل المنوي الصّالح للتخصيب إلى الإحليل، والإحليل هي القناة التي يمر من خلالها السائل المنوي إلى الخارج عند القذف، كما يمر من خلالها البول من المثانة إلى خارج الجسم.
  • الحويصلات المنوية: هي عضو مسؤول عن إنتاج السائل المنوي، وهو سائل أبيض اللون غني بالسُكريات، كما يُعتبر الوسيط الناقل الذي تسبح فيه الحيوانات المنوية أثناء رحلتها إلى حيث تتواجد البويضة لإتمام عملية التخصيب. ويُمكن توضيح الفرق بين المني والسائل المنوي كما يلي:

السائل المنوي + الحيوانات المنوية = المني

هذا بالإضافة إلى نوعين من الغُدد، وهُما غدة البروستاتا وغُدد كوبر. تُنتج غدة البروستاتا سائل يدخل في تكوين المني، بينما تُفرز غدة كوبر سائل مسؤول عن ترطيب الجدران الداخلية للإحليل.


 

ما هو الحجم الطبيعي للقضيب؟


مِن المُهم معرفة مُتوسط الحجم الطبيعي للقضيب عند الرجال البالغين، وذلك لأنه في الكثير من الحالات يشعر الشاب أو الرجل بالقلق حول حجم قضيبه، وبالتالي يبدأ بالتساؤل حول إمكانية تكبير القضيب علميًا، وذلك دون أن يُدرك أنه في الحقيقة لا يُعاني من أي مُشكلة في الأساس. التعبير عن حجم القضيب بالأرقام يتم من خلال قِياسين، وهُما قياس الطول وقياس المُحيط.

يُقاس طول القضيب من بدايته وحتى الفتحة الموجودة في الرأس، في حِين يُقاس المُحيط عند مُنتصف القضيب، فيما يلي توضيح للقياسات التي تُعبر عن مُعدل الحجم الطبيعي للقضيب:

  • في حالة الارتخاء: مُتوسط طول القضيب في حالة الارتخاء هو 9.1 سم، ومُتوسط مُحيط القضيب هو 9.2 سم.
  • في حالة الانتصاب: مُتوسط طول القضيب في حالة الانتصاب هو 13.1 سم، ومُتوسط مُحيط القضيب هو 11.6 سم.

جدير بالذكر أن هذه الأرقام تم التّوصل إليها من خلال دراسة أُجرِيت على حوالي 15 ألف رجل، وقد وجد القائمون على تلك الدراسة أن 5% فقط من الرجال يمتلكون قضيبًا أطول من 16 سم، وهو رقم تم استخدامه كمثال أكبر بقليل مِن المُتوسط.


 

ما مدى أهمية حجم القضيب في المُمارسة الجنسية؟


من الناحية العلمية والطبية ليس هُناك أي أهمية لحجم القضيب، إذ أن حجم القضيب لا يؤثر على قدرة صاحبه على أداء الوظائف الخاصة به، تحديدًا الوظيفة الجنسية. هذا يعني أنه بالإضافة إلى أن الغالبية العُظمى من الرجال يمتلكون قضيبًا يتوافق مع مُتوسط الحجم الطبيعي، فإن الحجم لا يُشكل عائقًا لإتمام العملية الجنسية والإنجاب.

من ناحية أُخرى، بعض الدراسات تعتمد على استطلاع رأي الطرف الآخر في العملية الجنسية، أي

النساء. تُحاول هذه الدراسات تناول مسألة أهمية حجم القضيب من ناحية التفضيلات الشخصية للسيدات، وليس من الناحية العلمية، فيما يلي توضيح لنتائج إحدى هذه الدراسات:

  • تم طرح سؤال "ما مدى أهمية حجم القضيب الخاص بشريكك" على 375 سيدة.
  • 170 سيدة فقط من أصل 375 سيدة وافَقْنَ على إجابة السؤال. 
  • %20 من السيدات اللواتي أَجَبن على السؤال قالوا بأن طول القضيب مُهم.
  • %1 من السيدات اللواتي أجبن على السؤال قالوا بأن طول القضيب مُهم جدًا.
  • %55 من السيدات اللواتي أَجَبن على السؤال قالوا بأن طول القضيب غير مُهم.
  • %22 من السيدات اللواتي أجبن على السؤال قالوا بأن طول القضيب غير مُهم على الإطلاق.

 

من المهم مُلاحظة أن عدد السيدات اللواتي شاركن في هذه الدراسة صغير جدًا، هذا يعني أنه من الناحية الطبية والعلمية ليس هُناك أهمية حجم القضيب، كما أن غالبية السيدات يعتبرن أن حجم القضيب لشريك الحياة ليس له أهمية.


 

هل تكبير القضيب ممكن علميًا؟


إجابة سؤال هل تكبير القضيب ممكن علميًا بشكل قاطع أمر مُعقد بعض الشئ، حيث أن إجابة تتكون من كلمة واحدة أي نعم أو لا لهذا السؤال ستكون إجابة غير دقيقة. فيما يلي شرح للحلول المُتوفرة تكبير القضيب

  • الأدوية والكريمات: يتم تسويق بعض المُنتجات التي يدّعي مُنتِجوها أن استخدامها له نتائج إيجابية فيما يخُص تكبير القضيب، غالبًا ما تكون هذه المُنتجات في صورة حُبوب يتم تناولها عن طريق الفم أو دِهانات مَوضِعية. ليس هُناك أي دليل طبي أو علمي على أن هذه المُنتجات يُمكن أن تؤدي إلى تكبير القضيب.
  • مضخات الشفط: تُستخدم هذه الأجهزة اليدوية لتوليد ضغط سالب حول القضيب، مما يؤدي إلى زيادة اندفاع الدم في الأوعية الدموية الموجودة في القضيب، إلا أن هذه الطريقة أيضًا لا يُمكن أن تُؤدي إلى تكبير القضيب.
  • أجهزة الشد وتعليق الأوزان: بعض الطُرق التي يتم الترويج لها هي أن يتم تعليق أوزان صغيرة في القضيب على اعتبار أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تكبير القضيب، إلا أن هذه الطريقة أيضًا ليس هُناك أي دليل علمي على أنها ناجحة في تكبير القضيب، كما أن اتّباع هذه الطريقة قد يؤدي إلى أضرار دائمة في القضيب. بالنسبة لأجهزة الشد، يُمكن أن يؤدي استخدام هذه المُعدات إلى زيادة طفيفة في طول القضيب، حوالي 1 أو 2 سم فقط.
  • العمليات الجراحية: هُناك نوعين من العمليات الجراحية التي يُمكن الخضوع لها من أجل تكبير القضيب وهُما:
  • النوع الأول يهدف إلى زيادة المُحيط، ويُمكن تحقيق هذه النتيجة من خلال شفط كمية من الدهون من جسم المريض وحقنها في القضيب، إلاّ أن النتائج المُترتبة على هذه العملية غير دائمة، حيث أن الدهون تذوب بعد فترة ويعود القضيب لحجمه قبل العملية. وهناك طريقة ثانية عن طريق زراعة إطار مصنوع من مواد خاصة حول القضيب، إلا أن هذه الطريق لاتزال قيد البحث والدراسة.
  • النوع الثاني والذي يهدف إلى زيادة طول القضيب. ويتم ذلك عن طريق قطع الأربطة (Ligaments) التي تربط القضيب بِعظمة العانة. يُمكن لهذه العملية أن تؤدي إلى زيادة في طول القضيب بمقدار 2 سم وذلك في حالة الارتخاء، إلاّ أنها لن تؤدي إلى أي زيادة في طول القضيب في حالة الانتصاب. كما أن إجراء هذه العملية سيؤدي إلى حدوث ضعف في الانتصاب. كما يوجد إجراء آخر يُمكن أن يؤدي إلى حدوث زيادة في طول القضيب بمقدار 2 سم وهو شفط الدهون من منطقة أسفل البطن والعانة.

مما سبق يُمكن القول أن الإجابة هي نعم، يُمكن تكبير القضيب علميًا، حيث أن هُناك بعض الإجراءات الطبية التي يُمكن أن تؤدي إلى تكبير القضيب، لكنها زيادة قليلة سواء كان ذلك في الطول أو المُحيط، كما أن جميع طُرق تكبير القضيب المذكورة أعلاه لها أضرار ومخاطر، يتساوى في ذلك، الطُرق غير العلمية غير الناجحة، والطُرق التي أظهرت نجاحًا ضئيلًا في تكبير القضيب.

المصدر : مسبار

إرسال تعليق

comments (0)

أحدث أقدم